اهتم الإنسان بتربية عقل الإنسان وفكره وعواطفه وأحاسيسه وتزكية نفسه، وأوجد مقررات أخلاقية لتربية الإنسان وتحقيق معالمه المثالية ... وقد أمد الإسلام الأصيل الآباء والمربين والمعلمين بالمناهج الرصينة والطرق الكفيلة التي تساعدهم في فهم أساليب التربية ونظامها ...
لأجل ذلك يضع السيد "صالح السيد عبد الرزاق الموسوي الخرسان" بين يدي القارىء المسلم دراسة علمية تحليلية موضوعية في تربية الطفل، تساهم في بناء شخصيته ومعرفة حقيقته وأبعاده الوجودية، وحاجاته الضرورية ...
يحتوي الكتاب على أربعة أقسام تضم أحد عشر فصلاً. تحتوي على مواضيع عدة، تتحدث عن التربية كضرورة إنسانية وحاجة حياتية ماسّة لا بدّ منها للبشرية – أطفالاً وكباراً، شعوباً وقبائل وأمماً – على مدى مراحل حياتها، مع استعراض للسعادة وكيف تتحقق وما هي مقوماتها، ورأي المدارس الغربية والشرقية والإسلامية فيها، مع بيان العلاقة بين الوراثة والتربية والبيئة وتأثير كل منها في الطفل، وهل تتغلب التربية على كل من البيئة والوراثة أم لا؟
مواضيع متعددة يتطرق إليها الكتاب منها ما يتعلق بقوة الشخصية والإرادة، وتنمية العقل والعواطف، وتزكية النفس، وتوازن السلوك.. ومنها ما يتعلق في الإهتمام بالطفل وتكريمه من حيث تأمين احتياجاته الإقتصادية والعاطفية مع بيان مفصّل عن الإرتباط الوثيق بين التربية والعدل والحرية من جهة ومسؤولية الوالدين الشرعية والأخلاقية والوطنية من جهة أخرى، كل ذلك يأتي من أجل إبراز بعض أفكار الإسلام التربوية والتعليمية والأخلاقية والإنسانية الخلاّقة التي فعّلت الحياة الإنسانية وأمدتها بعناصر القوة والتقدم والكمال ...