مثل الحكمة والقلب كمثل الماء والزرع، فمن دون أن تُسقي الزهرة قطرات من الماء كلّ يوم لن تنمو كزهرة، ولن تُثمر ورداً، ولو استمر الأمر كذلك فإنّها سوف تذبل وتموت.
كذلك القلب فمن دون أن تُمطره بوابل من الحِكَم والمواعظ كلّ يوم فلربّما يعطب ويموت، وحينما يموت القلب لن يكون هادياً ودليلاً يُرشدك إلى الجادة في مزالق الطريق ويحفظك في التقلبات.
من هنا، فمن يفتح قلبه على الحكمة يكون قد فتح قلبه على الحياة... أمّا من يغلقه عليها فهو مثل أرضٍ جرداء لا ماء فيها ولا كلأ.
وقد يسأل سائل كيف أحصل على الحكمة؟....
والجواب: إنّها موجودة في كلّ شيء وفي كلّ مكان... فالعبر تملأ الحياة كلّها، ففي كلّ نسمةٍ عبرة، وفي كلّ ورقةٍ عبرة، وفي كلّ حركةٍ للطير عبرة، وفي كلّ حادثةٍ من حوادث الزمن عبرة، وفي كلّ ولادةٍ عبرة، وفي كلّ وفاةٍ عبرة، ولكن "ما أكثر العبر وأقلّ الإعتبار" كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام.
إنّ المواعظ والحِكَم هي نتائج تراكم التجارب الناجحة أو الفاشلة، كما أنّها تراكم للتجارب والمواقف البشرية يصنعها الجميع ولا يتفرّد بها أحد.
إنّ هذا الكتاب الذي بين يديك هو مجموعة من حِكَم الحياة والتجارب أحببت أن أضعها بين يديك كَي يحيا بها قلبك، وتنطلق بها في الحياة نحو تحقيق النجاح الذي تحلم به.