هذا الكتاب هو الثالث من سلسلة "من كنوز القرآن" وقد خصصه المؤلف للحديث عن اليهود، وجعله تحت عنوان "الشخصية اليهودية من خلال القرآن". ونقرر بداية أن هذا الكتاب ليس الأول عن اليهود، كما أنه لن يكون الأخير. إذ الكتب التي دوّنت حول هذا الموضوع كثيرة بالغة، وذلك لأن المشكلة اليهودية مشكلة معقدة مزمنة على طول التاريخ الإنساني، وبرزت أعقد مراحلها في هذا العصر، عندما أقام اليهود كيانهم في فلسطين، حيث أتعبوا العرب والمسلمين، وأشغلوا العالم أجمع، الذي أقبلت دوله وشعوبه تبحث في المشكلة اليهودية، وفي محاولة إيجاد الحلول لها...
كما يجب أن نؤكد كذلك أن هذا الكتاب ليس الأول الذي يتحدث عن اليهود من منطلق إسلامي، كما أنه لن يكون الأخير. فقد أقبل كتّاب مسلمون على القرآن الكريم والإسلام، وعرضوا الكثير من تاريخ اليهود وحياتهم، وصورت عدة كتب تتحدث عن اليهود من منطلق قرآني، منها: "اليهود في القرآن" لعفيف طبارة، و"اليهود في القرآن" لمحمد عزّة دروزة وغير ذلك.

ولكن ما يميز هذا الكتاب عن غيره من الكتب التي تحدثت حول هذا الموضوع هو أنه يعرض لمواطن حديث القرآن عن اليهود وعن بني إسرائيل، ويحاول استخراج حكمة العدول عن اسم بني إسرائيل إلى اسم اليهود. ويقدم خلاصة موجزة لتاريخ اليهود وكما عرضه القرآن، ابتداءً من هجرتهم إلى مصر زمن يوسف عليه الصلاة والسلام حتى ضياع ممالكهم وذهاب سلطانهم بعد حكم سليمان عليه السلام.

وفي الكتاب أيضاً وقفة مطولة أمام آيات القرآن الكريم وهي تتحدث عن الشخصية اليهودية، وتبين سماتها وأخلاقها، وتعرض عقيدتها ودينها، وتسجل مزاعمها وافتراءاتها، وتصف عقوبات الله ضدها. وفيه أيضاً نظرة في الكيان اليهودي المعاصر الذي أقاموه في فلسطين بالمنظار القرآني، كما وفيه بيان وتوضيح لمستقبل الأمة المسلمة، ولمستقبل الكيان اليهودي.