تعدّ المفضليات أقدم مجموعة صنعت في إختيار الشعر العربي، وكان رواة الشعر قبلها يصنعون أشعار القبائل، يضمّون إليها أشتات شعر المنتمين إلى قبيلة واحدة، يجعلون منها كتاباً.
ولا يوجد أحداً قبل المفضل الضبي أقدم على أن يصنع للناس إختياراً من الشعر، ولم يؤثر عن رواة الشعر في ذلك الوقت شيء من الإختيار - إلا ما يروى عنهم من تنازعهم على أفخر بيت قالته العرب، وأهجاه، وأغزله، ومن مجادلتهم في أشعر الشعراء وأجودهم قولاً، وإلا ما يروى من إختيار العرب في جاهليتهم للقصائد المعلقات.
ولقد نشرت مطبعة الآباء اليسوعيين منذ حوالي القرن ديوان المفضليات بشرح أبي محمد القاسم بن محمد بن بشار الأنباري، وبتحقيق المستشرق كارلوس لايل، وهو خير طبعة نشرت لهذا الكتاب، وقد نفذت هذه الطبعة لقدمها.
لذلك أعد المؤلف طبعة جديدة لديوان المفضليات إعداداً علمياً، معتمداً في تحقيقه وشرحه على كتاب المفضليات بشرح المرزوقي والمفضليات بشرح التبريزي وكتاب الإختيارين للأخفش، وقد أضاف منها رس فنية للكتاب ليسهل عمل الباحث والقارئ ويسدّ بعض ثغرات الطبعة القديمة.