الوعي البشري محكوم داخل نطاق مغلق علي نفسه من القدرات التي لا يستطيع إدراك ما يقع خارج مساحة عملها. وكل منها يُشكل حدا لا يتعداه الوعي ولا تطاله المعرفة.
وكنا نعتقد أن مواضيع ما وراء الطبيعة هي التحدي الوحيد الذي يعجز قدرات وعينا عن إنتاج المعرفة. لكننا اليوم نواجه تحدياً مشابهاً تفرضه مواضيعاً طبيعية، كالمواضيع التي تبحثها الفيزياء النظرية. وهو تحد يوشك أن يجعل المعرفة التي تنتجها هذه الفيزياء أقرب إلى المعرفة الدينية منها إلى المعرفة العلمية وفي هذا السياق تأتي انثروبولوجيا الوعي لتبحث في مساحة الثقة التي يجب أو نوليها إلى معرفة توصف بأنها علمية رغم أنها تضطر الوعي إلى تجاوز حدوده وسلوك الطريق الذي أوصله إلى الدين يحاول هذا الكتاب أن يُثبت أن صعوبة إنتاج صورة ذهنية عن الجسيم لا تقل كثيراً عن صعوبة إنتاج صورة ذهنية عن الإله، وعليه فإن المعرفة المبنية على أي من هاتين الصورتين يجب وضعها في دائرة الثقة نفسها.
Share message here, إقرأ المزيد
دائرة الوعي المغلقة : مقدمة في انثروبولوجيا الوعي