مصنف هذا الكتاب عالم ولاهوتي بدأ منذ ما يقرب من نصف قرن بدراسة التراث الفلسفي والعلمي واللاهوتي للعرب وتتبع بدقة مدى أثر هذا التراث في الحضارة الغربية إبان القرون الوسطى وفي عهد النهضة.
وقد قسم الكتاب قسمين خصص الأول لدراسة الإطار التاريخي والإجتماعي والثقافي للمسيحية في البلاد العربية منذ نشأتها حتى أوج الحضارة العربية عند العباسيين.
وخصص الثاني لدراسة الشخصيات التي تركت بصماتها على صفحات التاريخ إن كانوا شعراء أو أطباء أو صيادلة أو مؤرخين وفلاسفة ولاهوتيين، وهذا العمل جدير بأن يسمى إسهاماً صادقاً في تعريف بعض مظاهر حضارتنا العربية العظيمة وإبراز ما بذله العلماء المسيحيون العرب مع إخوانهم المسلمين من جهد في سبيل تشييد صرح الحضارة العربية ورفع شأنها، هذه الحضارة التي هي ثمرة مجهود جماعي كما أنها موضوع فخر لجميع الناطقين بالضاد.