بلغة أدبية رشيقة وموجزة يقدم الشاعر "حميد قاسم" في تجربته الروائية "ظهر السمكة" شهادة مميزة عن أهوال الحرب العراقية الإيرانية، مكتوبة بخبرة التجربة الشخصية، إلى حدود يختلط فيها المتخيل مع السيري في هذه الرواية، التي تملأ شيئاً من الفراغ في المكتبة السردية العراقية فيما يخص تدوينات الحرب العراقية الإيرانية، فليس لدينا نصوصٌ سردية وروائية كثيرة عن هذه التجربة الكيانية الهائلة التي غيّرت المجتمع العراقي من الداخل بشكل حاسم.
في "ظهر السمكة" يأخذنا "حميد قاسم" معه، جنوداً نلتحق إلى الجبهات، ونعيش ثلاثة أرباع حياتنا في الرواقم والملاجئ الشقية، نسمع ونرى ونشم تفاصيل تجربة مسّت كل فرد في المجتمع العراقي، وحدّدت مصائر الكثير منهم لاحقاً.