استرق النظر من النافذة فوجد الحارس يقف مع العامل أمام مبنى العمارة كما هي عادتهما، ولكن لا صوت لهما. لم يجد تفسيراً لما يحدث. ففتح التلفاز لعل هناك أمراً جللاً وقع وهو يغط في سباته، فوجد جميع القنوات مغلقة باستثناء القناة الرسمية، ولكن لا صوت لها. فقام برفع الصوت ولكن لا شيء يُسمع أيضاً، سوى تكرار لقطات لمبانٍ فاخرة ومشروعات عملاقة. ما هي إلا لحظات حتى جاء وقت نشرة الأخبار الصباحية وخرج المذيع بفم مشوه يشبه فم جاره وأبنائه، وقام مثلهم بهز رأسه وإغماض عينيه بثقة، وشريط أحمر يمر في أسفل الشاشة لأهم العناوين العاجلة. خارت قواه وبالكاد تمالك نفسه وتمدد على الأريكة، وراح يسأل: «أين ذهبت أفواه الناس؟ من طمسها وجعلها مشوهة؟ لماذا لم يعد هناك من يتحدث؟». لم يجد أي إجابة على هذا كله.
Share message here, إقرأ المزيد
الرجل الذي لا يقطع لسانه