يكشف للمهتمّين بالمعاجم التّاريخيّة والعامّة عن أهميّة البحث في الأنساق الّتي يمكن أن تنتظم فيها مجموعة من الجذور والأُثول والألفاظ المشتركة، وتتعمّق في مسائل التّأثيل والتأصيل المعجميّين، وتستدلّ على أنّ تأليف المادّة المعجميّة بمعزل عن نظائرها من الموادّ يُخرج المادّة عن أصول الصّناعة المعجميّة الحديثة، ويجعلها محفوفة بمخاطر الاضطراب والتّداخل، ويبعدها كثيرًا عن مسار التّطوّر والتّأصيل الإتيمولوجيّ.
إنّ العمل بمراعاة فكرة الأنساق في الصّناعة المعجميّة الحديثة يُخرج العمل المعجميّ من فكرة كون المعجم مستودعًا للألفاظ والمعاني، إلى فكرة كونه تنظيمًا يُدهشك منه حُسن التبويب والتّرتيب والوضع، ووضوح العلائق النسقيّة بين أعضاء المعجم من الألفاظ والمعاني.