تركت تميم بفروعها الضخمة مواطنها في جنوب جازان، واتجهت نحو الشمال، حيث افترقت فرقتان إحداهما توجهت مباشرة إلى السهول الخصبة، وفيرة المراعي والمياه جنوب غرب الربع الخالي، وجنوب غرب عمان، تحت اسم جامع هو بنو سعد»، فشكلت هناك كيانا مستقلا أكثر ارتباطا بالقبائل التميمية في وسط الجزيرة العربية الذي تحده الحناكية جنوبا، ويمتد بالتدريج في كل حزن بني يربوع». بينما انتشرت فروع أخرى في شمال الكويت وأسفل حفر الباطن، بعد أن أزاحت شيبان عن تلك الأرجاء.

كان بنو سعد» في استقرار واستقلال في منطقتهم، وقاعدتها «شعر» / «وبار»، يفد إليهم شعراء تميم كجرير والفرزدق ... ويذكرهم غيرهما في أشعارهم، بينما انشغل بنو يربوع» خاصة بمواجهة شيبان في الجزيرة الفراتية شمال سوريا، وعجل شمال العراق ليس في حروب معلنة، وإنما في غزوات تأتي على فترات متباعدة تتسلل وتنتهب، وتسبي، وتقتل ثم تعود أدراجها، وتبادلها يربوع الوضع نفسه، فلا حروب معلنة، ولا حرصا على ثار، حتى لو قتل أو أسر رئيس المهاجمين، واستمرت هذه الحال حتى جاء الإسلام.