حكاية الطموح والتحدي والنجاح والتنافس في عالم المال والأعمال هو ما تقوله رواية "شركاتي" للكاتب محمد سعود البدر ولاسيما على مستوى القيم المتحولة في عالم الأعمال والتي أصبح لها تأثيراً مباشراً على الدول والأفراد بما فيها العلاقات السلعية والربحية والنفعية، فما بين مقولة "الغاية تبرر الوسيلة" أو مقولة "وفي السماء رزقكم وما توعدون". يختار "فواز" الذي يروي لنا قصة نجاحات "شركاته" المقولة الثانية.
"شركاتي" تروي قصة شاب سعودي يتميز بالدين والخلق والذكاء، عرف كيف يشق طريقه بالعلم ويكتسب الخبرة التي أهّلته كي يؤسس فروعاً لعددٍ من الشركات العالميّة في بلدان عربية وغربية مختلفة وينجح في إدراتها، فكان مثالاً يُحتذى به لكل من حوله من الشباب بعد أن مهد لهم الطريق للعمل والنجاح، فلكل واحد من شخصيات هذه الرواية قصة مع فواز.
تدور أحداث الرواية في بنية مكانية تمتد بين دول عربية خليجية وأخرى غربية، وبنية زمانية تمتد بين أعوام 1999-2017، وتشكّل برغم تقاطعاتها السردية العديدة وحدة نصيّة متجانسة، وبناءً أسلوبياً بليغاً في التقاطه لسير حركة رؤوس الأموال والبشر ودينامية الحياة في السفر في مساحات مدينية مختلفة، والانفتاح على الثقافات المغايرة، والقدرة على الارتقاء إلى ثقافة عالميّة، وقياس مدى الاستجابة لهذه الثقافة في المأكل والملبس وأسلوب الحياة، مع حرص الرواية على عدم مفارقة "حضارتـ "نا" لحضارتـ "هم". وهي المحصلة التي تمظهرت في الصور السردية، على شكل أفعال وانحيازات جمالية وفكرية وعقدية.