على الرغم من الالتفات الملحوظ في السنوات القليلة الماضية إلى كتابات المستشرقين في الفروع الإنسانية عموماً وفي الدراسات اللغوية خصوصاً، ما زالت هناك مساحات علمية في نشاطهم البحثيّ لّما يلتفت إليها أو تستقر جهودهم فيها. وفي مقدمة الفروع العلمية اللغوية التي رأيت، قد إكتشف دراسة تناول المستشرقين لها في العربية فرع علم الدلالة فهو على أهميته وعظم خطره في المنظومة اللغوية بحيث يُمكنُ القولُ إنه ثمرة وغايتها النهائية. لا نجدً في كتابات الباحثين العرب ما يشفي غليل الكشف عن جُهود المستشرقين في دراسته في العربية.
ولّما كان المستشرق الهولندي كيس فرستيخ من أكثر اللسانيين الغربيين سعياً إلى اكتشاف إطار مرجعيّ شاملٍ يلمّ شتات مُعالجات المعنى في الموروث العربيّ على إختلاف مصادرها والعلوم التي تتناولها ويمنهجُها على وفق مُعطيات نابعة من أرضية عربية وإسلامية لا على وفق معطيات غربية أملتّها طبيعة لسانية مختلفة عن طبيعة العربية. إرتأيتُ أن أسهم بدراستي هذه في تحلية منظور لعلم الدلالة العربي والكشف عن أدواته التي أعانته على ذلك، يتتبع جميع كتاباته التي لها صلة بذلك والتي لم يُترجم منها إلا أقلّ القليل.
Share message here, إقرأ المزيد
علم الدلالة العربي في منظور الاستشراق الغربي : نظرية المعنى عند العرب في كتابات المستشرق الهولندي كيس فرستيخ