الحضارة هي المرحلة التي تُحَصِّلُ فيه الأمّة ثمار أفكارها وتجني جزاء جهدها وأعمالها التي سكبتها في قنوات متعددة من الفعل تتنوّع بين الاجتماعي والسياسي والفني والعلمي... لِتصبَّ بعد ذلك في بوتقة واحدة تتجانس في بعض الصفات، ليغلب عليها هويةٌ واحدة متى أشرنا إليها أو ذكرناها التفتَ الذهن إلى أمّة بعينها.
ولكنَّ هذا التحضّر لا يستلزم معه أن تبلغ منجزات الأمّة في حقولها المتعدّدة درجة من الرقي في جميعها، فيكفي بعضها أو يكفي التوجّه نحو التحضّر الذي هو حضورٌ في التاريخ على وجه يُخرج أمةً من القوة إلى الفعل.